قصاصات أوراق متناثرة من أفكاري ،مساحة لأتأمل، أكتب، وأطرح أسئلة قد لا أجد لها إجابة.

آخر المواضيع

02‏/03‏/2023

إلى المستقبل ..

 عزيزتي آية في السادس والعشرين

أهلا بيكي...

أُحدثك من الواحد العشرين، كيف حالك؟

أتمنى أن تكوني بخير.

كيف هو الحال أن تصبحي في السادس والعشرين؟

يبدو لي الأمر حماسيا، أمامك أربع سنوات لتصبحي في الثلاثين ... أووه هذا حماسي للغاية!

كيف هي الحال أن تصبحي ناضجه وكبيرة؟

اعلم أنك تتسائلينى وتستعجبين من هذا السؤال، لكني مازلت لا أعلم... كيف هو الحال عندما تصبحين كبيرة، فأنا بلغت الواحد والعشرين منذ مدة قصيرة فقط! هل هناك تغير مفاجئ أو شعور غريب .. كدا!

على أي حال قد تغيرت قليلا عما كنا في السادس عشر.

يخبرني الكثير من أصدقائي القدامى أنى قد تغيرت، ولاكون صادقة معك أنا سعيدة، سعيدة بهذا التغير، لأني لم أكن أطاق قليلا عندما كنت صغيرة.

يخبرني الكثير أيضا أنى قد كبرت وهذا أمر إيجابي ، أن أعلم أن باستطاعتي التغير. التغير من جوانبي السيئة.

دعيني أخبرك قليلا عني الآن، لأنك ربما تفتقدينني عندما تصبحين في السادس والعشرين، كما افتقد الصغيرة ذات السادس عشر قليلا الآن.

أنا ما زلت حماسية كما أنا، بالفعل صرت أقل تأثرا وانبهارا، لكني أعتقد أنى مازلت حماسية.

مازلت أمتلك أفكاري هي هي عن الزواج والارتباط أنهم مسؤوليات (صعبة – ثقيلة) وأنها ليست مزحة.

لكني الآن أراها بشكل مختلف، فهي ليست نهاية الدنيا ولا نهاية كل بنت كما صوروا لنا عندما كنا في الثالث عشر.

كما أنها ليست بالسوء الذي كانت تعتقده الصغيرة، هي بالفعل عملية صعبة وأمر مرهق، لكن عند توافر الاختيار والبيئة المناسبة التي تتمثل في (الوقت والمؤهلات والشخص) يكون الأمر جيدا.

مازلت أرى أن الوقت المناسبة للزواج بالنسبة للعامة هو قطعه من الخراء !

لا يوجد وقت مناسب ووقت يكون القطار قد فات فيه ، الوقت المناسب مختلف من شخص لأخر، حسب تجربته الشخصية وعوامل نفسيته ومدى جاهزيته للأمر.

صرت أتقبل أيضا أن هنالك فتيات اختارت أن تكون أُماً وزوجه وربة منزل، وان ليس في الأمر عيب.

انظري يا صغيرة الأمر بسيط...

ليس كل النساء والفتيات تُجبر على الزواج بعضهن يرغبن فيه، بل إنه هدفهن في الحياة، أن تُكون أسرة، أن تصبح أم، زوجه ، مازال هذا حلم بعض الفتيات.

ليس في الأمر عيب... صرت أتقبل هذا.

ماذا أيضا؟

قبل خمس سنوات أردت أن أصبح معلمة إنجليزي.

اختلف الأمر قليلا الآن.

مازلت أحب اللغة الإنجليزية، لكني اتجهت لمجال آخر، الآن أريد أن أدخل مجال كتابة المحتوى.

صرت أيضا امتلك القدرة على التعامل مع الرجال- نسبيا – تعلمين كمْ كان الأمر متعبا ومشتتا في السابق ،  وكيف أنهم غير مفهومين وكائنات مبهمة بالنسبة لي، لكن على الأقل أستطيع الآن التعامل معهم، حتى وإن لم أفهمهم بشكل كامل.

يقال لي أيضا أنى أصبحت أهدى وأقل عنفا، سعيدة بهذا.

فقد كنت عنيفة جدا في السابق خصوصا مع الرجال، صرت الآن أستطيع العمل معهم هل ترين كمْ تقدمت، لم أعد عدائية بشكل كبير.

كما أنى الآن أستطيع التحدث عن الخبرات المؤلمة والتجارب القاسية الخاصة بي- دون خجل- أو على الأقل صار الأمر أقل ألما، لم أتجاوزها نهائيا حتى الآن – وهذا ما توقعه منكِ - لكني أستطيع التحدث عنها.

سابقا – كنت صاخبة جدا عند النقاش، مهاجمة طوال الوقت، الآن إن أحسست أني بحاجة للصراخ للتعبير عن رأيي وتأكيد أنى على صواب، انسحب فورا من هذا النقاش، كنت أشعر بالإهانة والحاجة للدفاع عن نفسي طوال الوقت، اعتقد أنى تخليت عن هذه العادة السيئة.

كما أنى تخليت عن وضع التوقعات العالية والخرافية من نفسي ومن الآخرين وبدأت أضع أهدافا قابلة للتحقيق.

تغير كبير طرأ على – سعيدة جدا به – هو محاولتي الحفاظ على الأشخاص في حياتي، كما كنت أحافظ دائما على الأشياء (الكتب- الهدايا التذكارية- والصور) أصبحت الآن أحاول المحافظة على أصحاب هذه الصور الذين يقفون بجانبي... الأصدقاء، الزملاء والمعارف.

كنت دائما أحافظ على أصغر الأشياء وأصغر التفاصيل، لهذا رأيت أنه يجب على أيضا بذل جهد أكبر للمحافظة على أصحاب هذه الذكريات والهدايا.

بدأت أجمع عيوبي لأعرفها جيدا وأحاول التخلص منها، دعيني هنا أعترف ليكي أنى واقعه في مأزق، وهو أني لا أستطيع التفريق بين العيوب التي يجب تغيرها وبين شخصيتي التي يجب على تقبلها.

لكني سأصل لحل -إن شاء الله-.

  ماذا أيضا... يجب أن أخبرك به.

نعم صرت أقل عاطفية مع نفسي وأقل تعلقا بالآخرين وصدقيني هذا أمرا جيد.

أنت بالتأكيد تعلمين الفرق بين التخلي والتعلق، أنا لا أريد أن أتخلى عن أحد أو أن أتعلق بشكل مفرط بأحد

هذا ما أحاول الوصول له ..  الوسطية.

أمر مهم أيضا توصلت له: إن الدنيا أسهل بكثير مما كنت أراها...!

كنت أحمل هم الدنيا كثيرا، وأخذ الأمور علي أعصابي دائما، اكتشفت أن الأمر أسهل بكثير من هذا. وللأمانة ما زلت أفعل هذا أحيانا، لكنه أقل من ذي قبل.

كما أنى صرت أكثر تنظيما خاصا في عدد الكتب التي أقرؤها، انتقائية في نوع الكتب التي أقتنيها، بالفعل الرقم صغير مقارنة بالشخصيات المؤثرة التي أتابعها، لكني سأظل أحاول.

توصلت أخيرا إلى ضرورة الالتزام... ليس دائما العمل سيكون كما أحب، الأصدقاء لن يكونوا دائما متواجدين متفرغين لنا، كما لن يكونوا دائما كاملين كما نريد، فهم بشر كما أني بشرية.

في النهاية... عزيزتي أية ذات السادسة والعشرين ،،

سأظل أعمل وأحاول لكي تكوني فخورة بي كما أنا فخورة بالصغيرة ذات السادسة عشرة.

أراك في المستقبل يا عزيزتي.

كوني سعيدة.

 

المُحبة المخلصة لكي دائما ..

نفسك من الماضي

آية سامح .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق