قصاصات أوراق متناثرة من أفكاري ،مساحة لأتأمل، أكتب، وأطرح أسئلة قد لا أجد لها إجابة.

آخر المواضيع

30‏/06‏/2024

بين التاسع عشر والثالث و العشرون !

البيسيؤ 

منذ بضع ساعات جاءني اشعار لمنشور قديم كنت نزلته في مثل هذا اليوم عن اتمامي لعمر التاسع عشر.

كتبته فيه:

https://www.facebook.com/share/EWd33xHAJyUg23Dc/

بالرغم ان يوم ميلادي في الرابع من شهر حزيران (يونيو) إلا أنى كتبت المنشور في 30 من يونيو أستغرق الأمر مني شهر حتى استوعب العمر الذي وصلت له. 😅

حينما رأيت المنشور تذكرت أنى بمجرد ان انتهيت من قراءة كتاب " يوميات عام سيئ" كان قد مر على بلوغي الثالث والعشرون حوالي خمسة عشر يوم

ووجدت أنى كتبت في نهايته الاتي:

أريد البداية في الدراسات العليا..

لكني لا اعلم! او في الحقيقة لا أجرؤ!  

انا خائفة وتائهة ومحتارة.

من ناحية اخشي ان يكون هذا قرار خاطئ وانا افعل هذا فقط من اجل ان يقال لي دكتورة، وانا لا استحق هذا اللقب.

ومن ناحية اخري اخشي الفشل، وفقدان الشغف والرغبة في الاستمرار، ومن ناحية لا أدري حقا أهذا الذي اريد؟!

وإذا كنت اريده فعلا فلماذا؟ وما الغاية؟

سألتني زميلة في العمل تكبرني بعدة سنوات عندما ناقشتها عن هذا الأمر وسألتها: هل استكمل دراستي في تخصصي الجامعي، ام ابدأ في دراسة ماجستير ريادة الأعمال.. ايهما أفضل من وجهه نظرك!

سألتني قائلة: ماذا ترغبين؟ الي اين تريدين ان تصلي؟

عايزة توصلي لأية؟

السؤال أفجعني!!
أنا مش عارفه!!

فأنا أحب الاثنين التاريخ، والتسويق!

وليس لدي ادني مشكلة مع الاثنين او العمل في الاثنين

لكن هذا ليس واقعي.. الحب لوحده مش كفاية

سواء في العلاقات، الجواز، او الدراسة والعمل

أتممت عامي الثالث والعشرين منذ عدة أيام.. ومازالت لا اعلم ماذا اريد ...!

كنت اعتقد ان الاختيار واتخاذ القرارات سيكون أسهل بمجرد ان أكبر واتجاوز الواحد والعشرون

لكني ام اتخذ قراراً سهلا واحداً مذ تجاوزت العشرين 😄!

كل القرارات صعبة ومصيريه وكل الاختيارات متشابهة ولا أدرى ايهم الصواب وايهم الخطأ.. لا أستطيع التحديد

وانا مازلت احتار وأتردد في طعم الأيس كريم الذي اريد!!

الأمر مزعج جدا بالنسبة لي!

التفكير في الماجستير لا يجعلني انام

أخاف البدء.. واخاف الانتظار!!

بداخلي اعاصير.. وبالرغم أنى أحاول الهدوء وأنى استمع الآن الي موسيقى هادئة لتهدئ اعصابي، إلا أنى أفكاري لا تهدأ ولا تنفك عواطفي عن الثورة ولا يتركني القلق ويقض الخوف مضاجعي.

سواء كان الماجستير في مجال دراستي او في الـ MBA هذا سيكلفني كثيراً.. مالاً، وقتاً، جهداً، وربما العمر

وكلها موارد غير متجددة 🙂😂

وانا مازلت لا اعلم ماذا اريد
وماذا سأستفيد من هذا او ذاك
لكني اخشي خسارة هذا وذاك أكثر من كل شيء.. وأخشى الانتظار فيفوت الوقت.

وتشغلني توافه أخري وحياة اندم بعدها على عدم اتخاذ القرار.

مازالت هذه الطفلة الصغيرة لا تعرف كيف تأخذ القرار!
مازلت حائره بين أيهما أفضل، وأي طعم أجمل، وأي طريق تأخذ
مازلت تائهة، حائره في مفترق طرق.

لماذا اشعر ان الحياة دائما مفترق طرق؟

كلما أخترت طريق، يظهر في وجهي مفترق جديد بعد عدة خطوات في هذا الطريق.
________

لكن دعينا نكن صادقين مع بعضنا البعض يا آية في عدة نقاط مهمة:

- أنتِ لن تكوني نشوي.
نقطة.. انتِ لن تصحبي هي، حتى لو سلكتي نفس الطريق لن تصلي الى نفس النتيجة، ببساطة لأنك انتِ.

أعلم أنك معجبة بها، وتحبيها، وتحبي النتيجة التي وصلت لها في عمرها هذا، وهي لم تتم الثلاثين بعد.

لكنك لست هي.. نقطة.

خذيها كقدوة.. ماشي، لكن متقلديهاش.. أعرفي الـ guide line  وامشي عليها، بس.
هي درست في كلية، تفوقت فيها، عملت ماجستير فيها، واشتغلت في نفس المجال.

إذا.. حددي انتِ عايزة تكملي في انهي مجال وكملي دراسة وعمل فيه، إما التاريخ والتدريس، وإما التسويق والاعلام.

ودا يخلينا ننقل على النقطة اللي بعدها..
- انتِ عايزة ايه؟
عايزة تكملي في الـ Marketing  ؟
سؤال واضح بس صعب صح؟

طيب..

انتِ درستي تاريخ 4 سنين.. هل عندك استعداد تدرسيه كمان 10 سنين؟
هو دا اللي انت عايزة تدرسِيه وتدَرسيه لعشر سنين قدام؟

بصي يا آية.. هي مش دراسة وخلاص!

مش علم لمجرد العلم، العلم الذي لا يفيد صاحبه ويعود عليه بالنفع علم غير نافع.
إن لم يكن العلم ينتفع بيه فهو غير صالح، لو مكنش العلم ينفع اشتغل به.. يبقا ملوش لازمة.

فأنتِ هتشتغلي مدرسة تاريخ؟
خلينا نقول أيوة.

هتدَرسي أنهي تاريخ؟

تاريخ الكتب، ولا التاريخ اللي عشتيه، ولا تاريخ المدراس والكليات ولا التاريخ الصح، ولا التاريخ من وجه نظرك ولا التاريخ من وجه نظر البهوات..
أنهي تاريخ...؟!

طب تفتكري هم هيسيبوكي تدرسي وتتدرسي التاريخ اللي انتِ عيزاه؟

تفتكري هسيبوكي تدرسي ان جمال عبد الناصر كان دكتاتور اهوج والسادات كان حمار أحمق وحسني مبارك طاووس أرعن!

مين هيسيبك تأثري في الطلبة وتقولي حقيقة ثورة الضباع الأحرار 1952 مين هيسيبك تقولي اننا محتلين من زمان قوي

وان الانجليز ذهبوا ليأتي محلهم الأمريكان وإننا لم نتحرر من الأستحمار حتى الآن
من سيسمح لكِ؟  

لأكون صادقة هذه أهداف نبيلة، ان تحاربي من اجلها.. لكن قبل دخول هذه المعركة اعلمي انكِ خاسرة.

 فتاة حمقاء طائشة.

مازلت أتذكر ابتسامة زميلي الذي قابلته اثناء تقديمي للدراسات العليا عندما أخبرته عن عنوان الأطروحة التي انوي العمل عليها، وأني اريد دراسة التاريخ المعاصر والحديث لدراسة تاريخ المنطقة العربية، وفهم السياسات التي أدت بنا الي احتلال القدس وضياع الدول العربية بهذا الشكل.

ضحك - انا اعلم هذه الضحكة جيداً- ثم قال: وتفتكري هم هيسيبوكي تعملي اللي بتقوله عليه دا؟!

سؤال لسه بيرن في دماغي كل ما موضوع الماجستير يجي في بالي!

أدرس تاريخ مزيف.. وأدرسه؟
ولا أكمل دراسة في اعلام.. التي حسب قول صديقتي لم تستفد من الدراسة فيها بشيء؟

أي المصير أختار؟

أتدرين.. خطر في بالي الآن فكرة
لما لا أكمل دراسة في قسم التاريخ، مع استكمال العمل في مجال التسويق
ربما يأتي وقت وأستطيع الاستفادة من الاثنين معاً
هل هذا ممكن حتى؟! 🙄🤨

أم انا اخدع نفسي لا أكثر لأني لا أستطيع الاختيار!

انا لا أريد ان أدرس مجموعة من الأكاذيب لجمع من الطلبة البلهه
ولا أريد ان أدرس حفنه من الكتب التي عفا عنها الزمن في استراتيجيات ليس موجودة حتى.

فماذا افعل؟!

أنا حقا.. لا أعلم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق