اليوم انتهيت من كتاب
"صحراء التتار"
هذا الكتاب القاسي
والمؤلم، الذي يتكلم عن السنين والعمر والانتظار المضني.
هذا كتاب عن الأحلام
والشباب والشيب، والسنين التي تجرى دون أن ندري ودون أن تنتظر أحدا.
هذا كتاب عن الاختيارات
والندم والحيرة والشغف. الطرق المفترقة التي تقودنا الحياة لها.
كيف يجرى العمر هكذا دون
أن يأخذنا معه؟
بالفعل انتهيت من
الكتاب...
وقد كانت النهاية قاسية،
قاسية على الملازم جوفاني دروغو وعلى كل من كان في مثل عمره، في العشرينيات من
عمره!
الأحلام الضائعة،
الأختيارت المصيرية، الندم المحتم، العمر الفاني، والانتظار القاتل.
هذا ما تحكي عنه
الرواية... هذا ما تجعلنا الحياة نعيشه.
ليس الكل محظوظا ليعيش
حياة شجاعة وأن يموت كمقاتل، الحياة قاسية على الجميع – وخاصة من لديهم أحلام –
لكن القليل... القليل فقط من يحصلون على ما يتمنون.
وهذا ما قاله القائد
العسكري "سيموني" لجوفاني: إننا لا نستطيع أن نحصل على ما نريده من هذه
الحياة، يجب أن نكون منطقيين.
حتى بعد أن أنتظر ثلاثين
سنة بين جدران هذا الحصن ليحقق ما يريد؟
هذا ما جال في خاطري بعد
سماع ما قاله القائد سيموني... حتى بعد انتظار ثلاثين سنة!
أتساءل...
هل كان دروغو ليندم لو
أختار حياة المدينة؟
هل كان ليندم وقتذاك على
أبواب حرب – وربما نصرٍ- فُتحت له ولم يدخلها؟
هل لو علم جوفاني دروغو
أن نهايته ستكون هكذا... هل كان سيختار حياة الحصن أم سيفضل أن يحيا حياة مدنية
عادية؟
أنها اختياراتُنا في
مرحلة العشرين ما تُشكل حياتنا في سن الخمسين.
وهذا أكثر ما يُرعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق