آن بمد الألف وإشباع النون عند لفظه، آن شيرلي، تلك الفتاة المميزة التي ستغير حياة ماثيو وماريلا الوحيدة إلى الأبد.
آن الفتاة اليتيمة صاحبة الخيال الخصب ذات الأعوام الحادية عشرة. ستتغير
حياة هذه الفتاة بالكامل وتُغير معها حياة اثنين كانت حياتهمها أسوأ ما يكون- ولم
يعلموا هذا قبل مجيء الصغيرة – ويحدث هذا كله بسبب خطأ غير مقصود من السيدة سبنسر
عندما أرسلا لها رسالة شفوية في رغبتهما في تبني طفل ذكر حتى يساعد ماثيو في أعمال
الحقل.
لكن كانت المفاجأة حقا عندما جاءت فتاة! لكنها لم تكن أي فتاة، كانت آن
شيرلي صاحبت الشعر الأحمر، الخيال الخصب الذي لا ينضب، وشلالات الكلام الذي لا
ينفذ.
بدأت حكايتنا مع هذه الفتاة تتخذ منحنى جديد عندما قررت ماريلا الاحتفاظ
بها.
ومع فصول القصه نكتشف أن ليس
للتربية كتالوج، وان لكل طفل عقلية مختلفة كبصمته بالبظبط، و أن جميع الأطفال
مميزون يستطيعون النجاح والتغير والتأثر والتأثير إذا توفرت لهم الظروف.
قصه "آن" هذه تتشابه كثيرة مع قصه بطلتنا الحقيقية
"مروة"، هذه الفتاة البريئة بائعة المناديل المجتهدة، التي أصبحت بطلة
مارثون أسوان.
مازلت أتخيل لو أن ماريلا لم تقبل بالاحتفاظ ب "آن" أو أن
السيدة سبنسر لم تخطئ وتخرج آن من الملجئ، أو أن مروة لم تمتلك الشجاعة للجري
حافية في المارثون كيف كان سينتهي الأمر بالصغيرتين؟
في الحقيقة لم تكن آن محظوظة فقط كما لم تكن مروة، بل كانتا مجتهدتين
ومثابرتين أيضا، إلا أن بطلتنا الحقيقة كانت شجاعة إلى حد كبير قادرة على رؤية
الأمور من منظور مختلف ، منظورها البريء المرح.
كانت "آن" أيضا تمتلك مثل هذه الرؤية التي تستطيع من خلالها أما
تحمل المسؤولية تجاه حياتها أو استغلال الفرص التي تقدمها الحياة لها، ولو أنى أرى
أن الثانية نتيجة الأولى.
فهي لم تفقد الأمل حتى عندما علمت أنها كانت مجرد خطأ، وان كل خطيئتها في
الحياة – عندما قابلت ماريلا أول الأمر في المرتفعات الخضراء – أنها فتاة.
ولم تفقد الأمل قبلها لا عندما ربتها السيدة توماس ولا عندما تخلت عنها وعن
تربيتها للسيدة هاموند، ولا عندما انتهى الأمر بصغيرتنا في الملجأ الذي لم يُردها
لكن لم يملك الخيار سوى إيوائها.
كذلك لم تفقد مروة صغيرتنا الجميلة الأمل، فهي لم تمتلك رسوم المشاركة ولا
الزي ولا حتى حذاء للجري، فجرت حافية القدمين، اعتقد حتى أنها ظنت أيضا أن ليس
لديها فرصه للفوز.
لكن المثير حقا هو قدرة آن على حكاية قصتها بحماس وتقبل، إلى درجة أنها لم
تر أن السيدتين (توماس و هاموند ) كانا يقصيدان كثيرا الإساءة لها.
وكان الأكثر دهشة بالنسبة لي هي رؤيته ابتسامة الصغيرة مروة التي ذكرتني
بآن كثير وقدرتها على تحدي عقبات الحياة، والابتسام على الرغم من صعوبتها على
كليهما.
كانت مروة الصغيرة هي "آن" تشيرلي الخاصة بنا، التي امتلكت فرصه
للجري، للفوز، فرصه أتمنى أن تستمر لتشمل التعليم والعمل واستكمال الدراسة.
لنتخيل فقط لو أن جميع أبنائنا من الأطفال المُسراحين من التعليم والعاملين
تحت السن القانوني والفتيات القاصرات التي يتزوجن بالإكراه، حصلوا على ماريلا وماثيو
، حصلوا على المرتفعات الخضراء، لنتخيل فقط كيف سيكون مستقبلهم ومستقبل هذه
البلاد!
جميع هؤلاء الأطفال تحصل على الفرصة التي حصلت عليها "آن
تشيرلي"، كيف أننا سنرى المزيد من آن لكن ليس في أفونليا بل في مصر.
سنجد الكثير منهم في أسوان والاسكندرية والقاهرة، من صعيد مصر إلى شمالها.
كانت هذه حكاية آن تشيرلي ومروة فتاة أسوان التي فازت بالمارثون حافية
القدمين.
اكثر من رائع ✨❤️
ردحذفعجبني اوى انك ربطتي قصة آن بقصة مروة, وفعلاً سنرى المزيد من آن 🦋
دُمتِ مبدعة يا أيوية🦋.