قصاصات أوراق متناثرة من أفكاري ،مساحة لأتأمل، أكتب، وأطرح أسئلة قد لا أجد لها إجابة.

آخر المواضيع

17‏/02‏/2023

حياة ناقصة بشكل كامل

أمي تعتقد وبشكل دائم أن حياتي ناقصة... دائما ناقصه بشكل ما.

عندما كنت في العاشرة من عمري كانت تعتقد أنها ناقصة من اللعب والجري والمزاح والكلام مثلما تفعل من هن في مثل عمري من الفتيات الصغيرات الظريفات، بينما كنت أميل أنا إلى الجلوس وحدي واللعب بالعرائس، والجلوس وحدي في غرفتي مستيقظة طوال الليل حتى الفجر لأراقب النجوم ثم الشروق.

وعندما أصبحت في الثانية عشرة كانت تعتقد أنه ينقصني الكثير من الملابس المزركشة والمبهرجة والبناطيل الضيقة التي تتماشى مع صيحات الموضة والتي ترتديها كل من هن في مثل عمري، بينما أنا كنت أفضل اللباس الواسع ذي الألوان الحيادية والقاتمة الهادئة.

وحينما أصبحت في الخامسة عشرة – إنها ثناويتى التي تنتظرها هي لأُشرق فيها – كانت تعتقد أنه ينقصني الكثير من الجاذبية والذكاء مثل بقية المراهقات .

لكني كنت دائمة الحصول على الدرجات المتوسطة التي لا تنال إعجابها بغض النظر عن مقدار الجهد الذي أبذله، كما أنى كنت شفافة إلى الحد الذي لا يسمح لإحدى ملاحظاتي حتى في وضح النهار.

وعندما انتهينا من مرحلة عنق الزجاجة وظهرت نتيجة الثانوية العامة، كان لأمي رأى آخر بخصوص درجاتي التي هنأني عليها كل من عرفها، فقد رأت أن مجموع 90 % لا يستحق كله هذا، وأنه قليل للغاية، أنه لا يكفي.

لكني كنت أتمنى لو كانت فخورة بي!

وعندما دخلت الجامعة كان اعتراضها أكبر وأوسع، باتساع البيئة الجديدة المحيطة بي.

بداية من الكلية، إلى التخصص الذي كانت ترى أنه لا أهمية له والأفضل دراسة لغة_على دراسة تاريخ زائف ومنقضي، لطالما أحببتُه- وهذا لا يعنى أنى لم أحب اللغة، كنت أحبها لكني كنت أحب التاريخ أيضا- وصولا إلى أسلوب لبسي القاتم الباهت الذي لا يرتديه سوى النسوة المتزوجات كبيرات السن!

كانت أمي تعتقد أن ابنتها حقا تعيسة بسبب الحياة التي اختارت أن تعيشها، فبدلا من الاستمتاع بسنوات دراستها في الجامعة وتكوين أصدقاء بأعداد مهولة والدخول في علاقات كثيرة حتى تكتسب خبرة في الحياة

فَضَلت ابنتها العمل أثناء فترة دراستها، واختيار الطريق الجاد، اختارت العمل على الاستمتاع والركون إلى الراحة مثلما تفعل الفتيات في مثل عمرها.

والآن عندما شارفت على الانتهاء من الجامعة وأنا في الفرقة الرابعة مازلت أمي ترى حياتي ناقصة وأنه يفوتني الكثير، لأني أرفض "الارتباط" وأنا مازلت في الواحد والعشرين من عمري.

وأفضل الدخول في علاقة واحدة ناضجة وسوية في الوقت المناسب، على الدخول والخروج من العلاقات كأنها ألعاب ملاهى .

ترى أمي أن حياتي ينقصها الكثير من التجارب و "السصبنس" على حد قولها، لأني أرفض الدخول في علاقات عاطفية لمجرد الدخول في علاقة عاطفية، وأفضل التجربة والتعلم بنفسي وعن نفسي أولا.

بالرغم أنى أرى حياتي كاملة، إلا أنى مازال يحزنني أنها لا تراني كافية.

أنا سعيدة يا أمي ... أتمنى فقط أن تكوني أنت سعيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق