" لا تعمل مع من تصاحبهم ولا تصاحب من تعمل معهم " !
قد كان هذا أغرب ما سمعت فى الوعظ!
فلم أفهم كيف أنهم لم يدركوا بعد قيمة هؤلاء الأصحاب فى تخفيف وطأة العمل علينا
ألم يدركوا بعد أننا نتحمل، نثابر ،نكابر، نعاند ،نصبر فقط من أجل دقائق معدودات نبقى بها معهم
لنسرق من هذا العالم ضحكة تبقينا على قيد الحياة
لنسترق بسمة ، همسة ، نظرة تبقينا على قيد الأمل ، تؤكد لنا أننا مازلنا نشعر، مازال لدينا قلب ينبض
وأن هناك قليل متبقٍ من إنسانيتنا فى ركن مجهول فى قلوبنا !
بضع دقائق
فقط دقائق قليلة لكنها مؤثرة ،
الأصدقاء. .
يهونون علينا الكثير
سواءًا كانوا أعلى منا درجة أو أقل
يجعلون للحياة قيمة ،يجعلون لنا غاية ،يبعثون فينا القوة بعد أن تخبو شعلتها وتندثر داخلنا
يبشرونا بمستقبل مشرق بالرغم من عتمة الطريق
يثقلوننا حكمةً، يرشدوننا بموعظة ربحت كفتها كفة كنوز العالم بغلو ثمنها.
يهدوننا إلى الصراط المستقيم بعد أن كدنا نهلك فى جحور الظلمة الموحشة
ومتاهات البشر المتهالكين على حياة زائلة .
هم أُذُن؟!
نعم هم كذلك !
وأعجب من أن كلمة "أذن " نعت ينعت به صاحبه للتقليل من شأنه وازدراء وظيفته ،فسبحان رب السموات الذى قال فى أحكم الكتب:
"وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
فهم أذن إذا!
أذن فاقت أهميتها وظيفة الفاه، فابرغم أن الكلام هو لغة البشر للتعبير ،واللسان هو مغرفة القلب، إلا أن لنا أذنان وفم واحد.
فيالكم من آذان عظيمة رحيمة بمن تسمع كريمة عليهم بالوعظ والغفران، حكيمة عند الكلام ،رشيدة وقت الصمت، يالكم من قلوب زاد اتساعها عن اتساع أراض البشر ،فكلما ضاقت بنا الحياة ما وجدنا أرحب من قلوبكم لتسع همومنا.
أنتم كنتم و مازلتم أجمل ما قد حدث لنا، ذكرى حفظت بين ثنايا القلب لا فى خلايا العقل.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف