نحن فقط نحتاج لمن يؤمن بنا!
كان هذا أول ما جاء على بالي لتبرير هذه المشاعر غير مسبوقة التي داهمتني أو للحقيقة التي هاجمتني، تجاه هذا المجهول وغير مناسب على الإطلاق.
نحن فقط نقع في حب من يجعلنا نشعر أننا نستطيع!
هذا الإحساس ... الإحساس بالقدرة، أنك قادر على الفعل- أي فعل- فعل شيء ما أيا كان.
أعتقد أن هذا ما أحسست به، هذا التفسير الوحيد.. أو هذا ما توصلت إليه.
الغريب في الأمر أنه يتطور من مجرد احتياج طبيعي إلى إعجاب بمن يؤمنون بنا، ثم وقوع في حب المُعطى لهذا الشعور.
وهنا لا أستطيع كبح السؤال المتردد داخلي، هل نحب الشخص أم المشاعر؟
أي هل نحب مشاعر القيمة والقدرة التي نتلقاها، أم نحب الشخص الذي يجعنا نشعر بالقيمة وأننا نستطيع فعل الكثير مما تخيلنا أننا لا نستطيع.
إذا كانت الإجابة بأننا نحب الشخص.
إذا ماذا عنه- هذا المُعطي؟
هل هو الشخص المناسب، وأعني بمناسب أنه مناسب لظروفنا نحن؟ وماذا عن ظروفه هو؟
لا أعتقد أنه من الصواب حب كل من يعطيني قدرا - ولو قليلا - من الاهتمام أو الإحساس بالقيمة، كما أنه يمكن أن يكون هذا دوره أو عمله، أو أن الظروف فرضت عليه تأدية هذا الدور، أو مثلا الحل الأفضل دائما في مثل هذه الأوضاع : إن هذا من خصاله الشخصية، وهو شخص داعم بطبيعة الحال.
يمكن وضع عدد غير محدود من الاحتمالات والافتراضات، وقد وضعتها بالفعل. مع مراعاة بالتأكيد أنه يمكن أن يكون مجرد احتياج دفين داخلي أنا لا أكثر.
لكن..
لا أستطيع إنكار أن تجربة هذه المشاعر دفعتني بالضرورة للتساؤل عن ما إذا كانت مشاعرنا في مجملها صادقة تجاه مَن نحب أم أنه احتياج دائم لتلقى الحب والقبول
لا أستطيع إنكار أن مشاعر القبول، الدعم، الثقة والقيمة، مشاعر ضرورية لنا نحن بنو البشر، ومن الضرورة بل من الحتمية أن نتلقاها ممن نحب، ومن أول من نُحب.. ألا وهم العائلة، حتى نستطيع أن نحب أنفسنا في البداية.
لكن.. ماذا لو أختلف الشخص بآخر! هل تنتهي المشاعر؟
انتهت المشاعر.
حتى أسرع مما تخيلت، وهذا كان أمر مفروغ منه منذ البداية، مع علمي أنه إعجاب مؤقت.
لكن ما لم ينتهي حقا، كان تعاملي مع المُعطى، لكن في ثوب جديد، ألا وهو ثوب الصديق الذي كثرا ما احترم و أقدر.
كما لم ينتهي التساؤل عن القدرة الحقيقة على بذل الجهد لشخص ما، أو حب شخص ما حتى مع عدم تلقى منه القدر الكافي من الاهتمام والإحساس بالقيمة؟
وهل تندرج هذه العلاقة تحت مسمى علاقة مؤذية أو نرجسية؟
إذا ماذا لو كنت أنا النرجسية؟!
التي تحتاج بشكل دائم من يمدها بالطاقة التي تغذيها وتخبرها أنها محبوبة، أنها تستطيع، وان لها قيمة غير محدود.
العلاقات صعبة..!
وهذا – للأسف – ما أتوصل له بعد كل تفكير عميق أو مجرد تجربة عابرة.
أن ترتبط بأحدهم – حتى كعلاقة صداقة – دون أن تُؤْذَى أو تؤذِى، أن تحاول دائما أن تكون الأفضل، أو تحافظ دائما وأبدا على الشريك الذي معك، أن تفكر بشكل دائم فيه، أن تكون الداعم المثابر، أن تعطى دون أن تنتظر مقابل، أن.. أن تفعل الكثير والكثير!
هذا أمر مستحيل!
وهذا كان السبب رقم مئة لتفكيري ألف مرة قبل الدخول في أي علاقة، سواء كانت صداقة.. حب.. أو حتى مجرد معرفة سطحية لفترة من الوقت.
إذا وفي النهاية..
على الاعتراف: إن المشاعر، مشاعر الإيمان.. الثقة والقيمة ضرورية جدا لنا. وإن الاحتياج أو النقص فيها يسبب بالضرورة الذي انتظار تلقيها حتى لو من مصدر خطأ.
وإن الحل الأمثل لهذه الأُحجية السخيفة هي حب أنفسنا مع علم أن لنا قدره غير محدودة لفعل ما نريد ، إلى جانب وضع المشاعر في نصبها الصحيح وعدم الاندفاع في الحكم على الأمور فى المرة القادمة.
وهذا الكلام بالتأكيد لي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق