كنت أتحدث إلى أمي، قائلةً: كنت أعتقد أني عريضة المنكبين، طويلة القامة، قوية القبضة، لكني مؤخرا أدركت كم أنا صغيرة الحجم، متوسطة الطول، عندما رأيت من هم في مثل عمري في تدريب الملاكمة، كما أني ولأول مرة اكتشف أنى أن عرض كتفي أقل من شبر!
فقالت أمي: لا
أعلم حقا من أين لكي بهذه الأفكار، تعتقدين بأنك ضخمة قوية، وأنت في الأصل بسكوته
هشة تَقرُبين في رقتك إلى الكيت كات!
لا أعلم هل
كان يجب أن يُسعدني هذا الكلام العذب أم أظن مُلَوَّحه في طعمه.
لكن ما أصابني
حقا كان شعورا بالتساؤل، منذ متى يا أمي وأنتي تظنين بي الضعف والرقة لدرجة الكيت
كات؟!
منذ متى وأنتي تعتقدين أني بهذه الهشاشة!
لقد كنت دائما
ابنك الأكبر ولست ابنتك، هل نسيت اسم دلالي الدائم "رأفت"؟
ألم أكن ابنتك
القوية التي يُعتمد عليها، المسؤليه التي لا تخشين عليها من شرور الدنيا، والتي
تخافين على الصبيان من قبضتها.
منذ متى وأنتي
تعتقدين أنى بهذه الرقة؟ أنا لم أكن يوما رقيقة، ولا أظن أني أظهرت من الضعف ما
يجعلك تظنين بي هذه الظنون، إذا ما الذي تغير؟
بل أعتقد أن
طول قامتي قد زاد، كما أن قبضتي – خصوصا على الأمور الأصعب – قد زادت قوة.
إذا لماذا
أصبحت فجاءة تنظرين إلى أني فتاتُك الرقيقة أو قطتُكِ كما تقولين، كما أنك لا
تحبين القطط من الأساس!
العكس يا أمي ..
كنت دائما ما
أراكي بعيدة.. طويلة جدا لدرجة يصعب فيها الوصول إلى حضنك، كان عليكِ دائما
الانحناء إلى الأمام درجة تصل إلى نصف طولك حتى أستطيع الوصول إلى ذراعيك.
لقد كنت دائما
صغيرة أمامك يا أمي ليس فقط في الجسد، لكن أيضا في العطاء، كما أخبرتك.. كنت بعيدة
جدا يصعب الوصول إليك.
لكن مؤخرا.. وفجاءة لم تصبحي كذلك، صرت أنا من يجب عليها الانحناء لآخذك في حضني، لا أعلم لكن هل كان كتفتك صغير هكذا دائما؟ كنت أراه طول الوقت كبير لدرجة تحوي العالم داخله، فهل كان صغير هكذا دائما؟
دائما ما
كنت أراكي كبيرة.. طويلة.. وبعيدة يا أمي كبعد النجوم عنا.
لكن فجاءة
أصبح كتفتك صغير، وطولك لا يتجاوز المئة وخمسين سم، كما أن ضمك أصبح أسهل بكثير
حيث يكفي إحاطة ذراعي حولك، لأحتويكي كاملة داخلي.
إذا كيف لك أن
تقولي أنى هشه ورقيقة مثل البسكوت.. أنا لست بسكوته يا أمي أنا فايش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق