هل تساءلت من قبل لماذا نشعر بدوار الحركة أو دوار البحر؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أولا معرفة
كيف يعرف مخنا أننا نتحرك؟
لأنه في الحقيقة ليست المعدة أو الأحشاء هي
المسؤولة عن تقيوئنا فطورنا أو غداؤنا، أنه المخ المسؤول.
لدى البشر مجموعة متطورة من الحواس والآليات
العصبية التي بداخلنا.
ويعرف المخ حقيقة تحركنا من خلال ثلاثة
أنظمة:
1- نظام استقبال الحس العميق
وهي قدرتنا على الإحساس بوضعية أجسادنا وكيف
تتحرك أجزاؤنا حتى دون رؤيتها.
يعنى مثلا: إذا وضعت يدك خلف ظهرك ورفعت عددا
معينا من الأصابع سوف تعلم كمْ أصبعا رفعت.
2- يوجد أيضا النظام الدهليزي في الأذن الداخلية
وهو عبارة عن قنوات عظيمة ممتلئة بالسوائل مع
مساحة داخلها لتتحرك هذه السوائل بفعل الجاذبية، ووظيفتها أنها تراقب اتزاننا
وحركتنا.
إلى جانب أن بها خلايا عصبية لتحدد مكان وشكل
هذه السوائل داخل القناة حتى يستطيع المخ أن يحدد موقعنا واتجاهنا.
فمثلا: إذا كانت هذه السوائل أعلى القناة
فهذا يعنى أنك مقلوب رأسا على عقب، وهذا ليس وضعا طبيعيا أبدا.
3- آخر ما يستطيع المخ من خلاله تحديد تحركنا هي الصورة
البصرية التي ترسلها العين.
فمثلا: يمكننا أن نرى نفس الصورة إذا كنا نتحرك والعالم ساكن من حولنا أو إذا كان العالم الخارجي هو الذي يتحرك ونحن ساكنون.
· إذا كيف يعرف المخ إذا كنا نتحرك أم كان العالم هو الذي يتحرك من حولنا
ونحن الساكنون؟
ذلك لأن المخ يقوم بمقارنة المعلومات البصرية التي يستقبلها من العين مع المعلومات التي يستقبلها من النظام الدهليزي داخل الأذن الداخلية لكي يحدد إذا كان الجسد يتحرك الآن أم لا.
- لكن حينما نركب مركبة ما (سيارة – سفينة أو طائرة) فالحقيقة هي أن السيارة هي التي تتحرك وليس نحن!
بتالى فإن الإيقاعات الاهتزازية إلي تفعلها
السيارة عندما نتحرك مختلفة عن حركتنا المعتادة.
إن ما يحدث الآن كاللاتي: عقلك لا يتلقى
إشارة من نظام الحس العميق تخبره أنك لا تتحرك، وأيضا عيناك تخبره أنك لا تتحرك، لكن
السوائل التي بداخل أذنك تتحرك، وبقوة... مستجيبة للحركة المتسارعة التي تسببها
تلك المركبة.
فإن عقلك يتلقى أشارات متضاربة من نظام دائم
العمل معا ليحدد بدقة حركتك أو سكونك.
لذلك أقصى ما يمكن أن يستنتجه مخنا البدائي
أن الشيء الوحيد في الطبيعة القادر على أن يسبب هذا الخلل العميق والربكة بأنظمتنا
الداخلية... هو السم!
إذا الحل الوحيد هو التخلص منه... فعل نظام
التقيؤ الآن وتخلص منه.
لذلك دوار البحر أشد وقعة على الناس من غيرة،
فعلى الأرض هنالك العديد من الأشياء التي يمكنك النظر إليها لتحديد حركتك، مثل
الأشجار أو المباني التي تمر أمامك، لكن على السفينة لا يوجد في العادة سوى البحر،
لذلك من المرجح أن يقوم النظام البصري بتأكيد عدم وجود حركة، بينما سوائل الأذن
تطلق إشارات أكثر تشويشا للمخ بسبب الحركة غير المتوقعة لأعلى وأسفل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق