من بين كل الكلام القاسي الذي اعتدت على سماعه، وحتى الضحك عليه وسط المزاح ، بل والتباهي به أحيانا أنه من خصالي وان هذه نفسي.
كان أقساها وأثقلها على القلب عندما قالت لي هذه السيدة الغريبة في هذا العمل المريب:
"ربنا يكون في عون مامتك عليكِ... أنا خايفة أتكلم والله بنتي تبقى زيك"!
كان هذا الأقسى على الإطلاق!
لم أستطع تخيل شيء أقسى من هذا يمكن لأحد أن يتحمله، وأنا أسمعها تخبرني كما أني صعبة وثقيلة على أغلى وأحب الناس إلى قلبي... "أمي"!
هي لم تختر أن يكون لها ابنة مثلى، اعلم أنها تعاني وتمر بوقت صعب كونها أم لفتاة صعبة مثلى، اعتدت رؤية عيون الناس تنظر لها بحسرة كأنها تقول "ما ذنب هذه المرأة المسكينة ليكون لها ابنة كهذه".
لكني لم أفهم... ما الخطأ في؟
أنا أحاول دائما أن أكون ابنة صالحة، أن أكون إنسانة صالحة.
أخشى المرض حتى لا أُثقل على أمي، اكتفى بالصمت عند مواجهة تلك الحياة الصعبة خارج حضنها، أفضل النوم على البكاء أمامها، لأني أعلم أنها ستحزن إن رأتني ابكي، أنها ستحمل همي، وستبكي.
ما زلت أتذكر ليالي أَغْشَى على فيها من كثرة البكاء، وحسرة الإحساس بالظلم.
اعلم أن الحياة غير عادلة وان سمتها الثابتة أنها صعبة متغيرة، لكن أليس قمة الظلم أن يُحكم علىَ أني فتاة سيئة من سيدة غريبة لا تعرفني.
على الرغم من كل محاولاتي لأكون ابنة صالحه لأمي؟!
لا أعلم ماذا فعلت بالتحديد لأكون تلك الابنة التي يدعو الناس لأمها بالعون والصبر عليها؟!
هل أنا سيئة لهذه الدرجة؟
لكن...
الحقيقة أنك لا تعرفينني، ولا تعرفين أمي.
فكيف لك الحكم علينا وعلي علاقتنا!
ثم أنت لا تعرفين كم تحبني أمي، على الأقل أنا أعرف.
وللتأكد قررت سؤال أمي، بصراحة من دون مراوغة:-
أمي هل أنت تحبينني؟
= نعم أنا أحبك جدا... أنت أغلى ما أملك، ما هذا السؤال!
- هل كان صعبا عليك أن تكوني أمى ؟
= إطلاقا... أنت كنتِ أول فرحة لي، وأول بسمة وضحكة.
- ماما الناس بتقول لي ربنا يكون في عون أمك عليكى، هل كنت سبب في الكثير من المشاكل لك؟
= مين قال كدا!!! بالعكس أنت وجودك سهل عليا حاجات كثير، وساعدني أتحمل حاجات صعبة كثير كانت في حياتي وقتها.
- ماما هل كنت ابنة صالحه لكِ؟
= ايوة أنت كدا بالنسبة لي.
ماما تحبي تكوني أمي في الحياة القادمة؟
= أحب جدا ويكون ليا الشرف.
ماما...
نعم؟
أنا بحبك.
أن تكون ثقيلا على قلب أحب الناس إليكَ... أنا أعرف هذا الشعور جيدا، أنا اختبرت هذه المشاعر من قبل واعرف كم هي صعبة ومُميتة.
إنها أكبر مخاوفي.
لكن هل تعرفين أنتِ؟
كيف ستكون مشاعرك إذا أخبرتك: كان الله في عون ابنتك على أم متنمرة مثلك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق